ما قامت به شركة جوجل الأمريكية مؤخراً من حذف صورة لاعب منتخب مصر محمد أبو تريكة وهو يرتدي قميص مكتوب عليه "تضامناً مع غزة" باللغة العربية والإنجليزية من محرك بحثها على الإنترنت يعد دليلاً قوياً على مدى التأثير الذي يمكن أن تلعبه الدول فى تطويع التكنولوجيا لمصلحتها بما يخدم أهدافها سواء المعلنة أو الخفية.
محيط – عبد المنعم فريد
حذف صورة أبو تريكة من قاعدة بيانات جوجل أظهر وبصورة واضحة حقيقة "تسييس التكنولوجيا" فلم تعد التكنولوجيا وخدمات الإنترنت بمنأى عن السياسة، إنما أصبح كلاهما هدف للآخر، فعندما يحذف موقع ياهو الأمريكي دولة إيران ومن قبلها فلسطين من قائمة الدول التي يتم اختيارها عند التسجيل لإنشاء بريد إلكتروني جديد فهو بالطبع قرار سياسي قبل أن يكون تقني.
قرار جوجل حذف صورة أبو تريكة جاء بسبب سياسي بحت بعد أن أثارت عبارة "تضامناً مع غزة" التي ظهرت على قميص اللاعب خلال مباراة منتخب بلاده ضد السودان في كأس الامم الافريقية غانا 2008, حفيظة جهات رسمية في اسرائيل, مما جعل السلطات في الدولة العبرية تطلب من شركة جوجل الشهيرة منع ظهور الصورة التي التقطت للاعب خلال المباراة.
ورضخ موقع البحث الشهير "Google" للضغوط الإسرائيلية الكبيرة التي تعرض لها لإجباره على حذف الصورة التي أظهر فيها ابوتريكة تعاطفه مع الشعب الفلسطيني في غزة عقب رفعه قميص منتخب بلاده ليظهر قميصا داخليا مكتوبا عليه "تعاطفا مع غزة" بعد تسجيله هدفا في مرمى السودان.
وتظهر حاليا صور لأبوتريكة خلال البحث عنه في الموقع بكل اللغات بدون الصورة التي ارتدى فيها "القميص" رغم أنها كانت متاحة من قبل ذلك للمستخدمين.
في الوقت الذي تشن فيه حاليا وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية حملة شرسة ضد أبوتريكة داعية الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إلى معاقبته بسبب تعاطفه مع الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، وبدعوى خرقه للوائح التي تمنع وتحظر على اللاعبين استغلال المنافسات الرياضية في الدعاية لأمور سياسية.
وحذف صورة أبوتريكة لم يكن الموقف الأول لخضوع جوجل للمطالب الإسرائيلية، فبعد أن طرحت الشركة برنامجها "جوجل إيرث" شنت الدولة العبرية هجمة شرسة على صفحات جرائدها ضد الشركة بزعم أن البرنامج يفضح أسرارها العسكرية على حد قولها وهو ما دفع جوجل إلى إخفاء الأماكن الحساسة من برنامجها، وهو ما كشفه الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل في أولى حلقات الجزء الثاني من برنامجه على قناة الجزيرة "مع هيكل"، والتي تحدث فيها عن "زمان الحرب... الأمن القومي"، أن إسرائيل حصلت على قرار من الكونجرس الأمريكي بحظر إتاحة صور الأقمار الصناعية لفلسطين، وإن ما يظهر من صور تكون مشوشة وغير واضحة بعكس باقي أنحاء العالم، واستدل على ذلك بصور عن بعد 3500 قدم للقاهرة بدرجة واضحة، و من البعد ذاته صور مشوشة للقدس المحتلة.
ولم تنكر جوجل أن يكون لإسرائيل وضعاً خاصاً وذلك بناء على اتفاق مع الكونجرس والحكومة الأمريكية، وأن الطلب نفسه تقدمت به عدة دول مثل فرنسا وإيران والصين، إلا أنها حاولت أن تتبرأ من الأمر وقالت إن أمر الخرائط يرجع كلية إلى الشركات التي تأخذ على عاتقها تصوير المواقع واختيار ما تعطيه لنا من خرائط لتظهر على جوجل إيرث، وللصور المعروضة على "Google Earth" مصدرها ما تنتجه شركات تجارية وعامة متخصصة في التصوير بالأقمار الصناعية. وأنها لا تتعمد تشويش أو تغيير معالم الصور المعروضة.
فالشركات والحكومات التي تقوم بتجميع وتوزيع هذه الصور هي المسؤول الأول عن معالجة الأمور التي يمكن أن تمس أمنها القومي عن طريق استبعاد الصور ذات الحساسية أو ذات صلة بالأمن القومي قبل أن يتم تداولها، وهذا أمر متاح لجميع دول العالم.
والصور التي تظهر منطقة إسرائيل تم أخذها من شركات تخضع لشروط تعديل كايل بنجامان لاعتماد الدفاع الصادر من الكونجرس الأمريكي عام 1996 الذي يحذر من تداول الصور الملتقطة لإسرائيل
مواقف جوجل السابقة توضح بما لا يدع مجالاً للشك أن غالبية الشركات الأمريكية العاملة في مجال التقنية والاتصالات يتم توظيفها بالكامل بشكل أو بآخر لخدمة الأمن القومي لأمريكا عامة وإسرائيل خاصة.
تسييس التكنولوجيا واقع لا مفر منه
لم يعد مصطلح تسييس التكنولوجيا غريباً أو جديداً وإنما اعتدنا عليه خاصة وأنه طالما مس منطقة الشرق الأوسط المليئة بالأحداث التي تدخل الولايات المتحدة وإسرائيل طرفاً رئيسياً فيها.
وبديهياً كان لزاماً على التكنولوجيا أن تميل لمصلحة طرف ضد الآخر مادام الأول يملك مقوماتها ويمسك بناصيتها، فغالبية الشركات الكبري العاملة فى المجال التقني هي أمريكية الموطن لذلك كانت بوصلتها لا تعرف إلا اتجاه واحد.
فلا عجب من أن تسير شركة ياهو هي الأخرى على نفس الدرب وتتبع نفس الإستراتيجية وتدخل ملعب السياسة من باب التكنولوجيا، لاسيما وأنها تمتلك أكبر خدمة للبريد الإلكتروني في العالم.
مؤخراً، قام موقع ياهو الأمريكي بحذف دولة "إيران" من ضمن قائمة البلدان التى يتم الاختيار من بينهم عند إنشاء بريد إلكتروني جديد، ويرجع ذلك بالطبع إلى الصراع القائم بين الولايات المتحدة من جهة وإيران من جهة أخرى حول البرنامج النووى.
الجانب الإيرانى يرى أن ذلك يعد دافعاً قوياً للابداع والاهتمام بظهور مواقع تتحدث بالفارسية والاستغناء عن المواقع الأخرى، وهو ما أكده عضو لجنة "ICDL" الإيرانية " باسعلي بادياني" فى تصريحاته لوكالة الأنباء الإيرانية حيث قال إن حذف اسم إيران من موقع ياهو والذي تم خلال الأسابيع الأخيرة يشكل أزمة وبإمكان الخبراء والمبدعين في البلاد الاستفاده من هذه الظروف.
وأضاف أنه في مثل هذه الظروف ومن خلال تجهيز المواقع باللغة الفارسية وتعزيز مواقع شبكة الإنترنت للبلاد يمكن إيجاد أرضية لتوجيه المخاطبين صوب المواقع باللغة الفارسية.
وتابع قائلاً "لا يوجد لحد الآن أي موقع باللغة الفارسية في إيران يقدم خدمات للمخاطبين في حين يمكن تحقيق هذا الأمر من خلال عزم المبدعين والخبراء في داخل البلاد، وفي الوقت الحاضر ومن أجل فتح صندوق بريد الكتروني علي موقع " ياهو " قد تم حذف اسم ايران من قائمه البلدان ودرج اسمي العراق والسعودية محلها".
الوضع لا يختلف فى بريد هوتميل الذي قام بحذف دولة فلسطين من القائمة هو الآخر وأدخل عليها "إسرائيل" كدليل صارخ على مدى العنصرية التي تتعامل بها شركات التكنولوجيا فى الغرب مع منطقة الشرق الأوسط.
يوتيوب دليل آخر على تسييس التكنولوجيا
إيران لها أيضًا موقف مع موقع يوتيوب وسببه سياسي أيضًا فقد حجبت السلطات الإيرانية هذا الموقع ومنعت دخول مستخدمي الإنترنت إليه بسبب ما يعرضه من أفلام فيديو لجماعات المعارضة الإيرانية وكذلك أفراد معارضين للنظام، حيث تظهر عند الدخول على الموقع عبارة تشير إلى إغلاق الموقع طبقًا لقوانين إيران وهي العبارة نفسها التي تظهر على العديد من مواقع المعارضة والمواقع الإباحية على شبكة الإنترنت.
وليس الأمر في إيران فقط ففى تايلاند تم إغلاق بوابة موقع يوتيوب في الرابع من شهر أبريل الماضي بعد أن رفض الموقع إزالة هذه المواد من بين صفحاته التي اعتبرتها الحكومة التايلاندية إساءة إلي الملك (بوميول ادوليادج).
فقد عرض شخص مجهول على الموقع تسجيلاً ساخرًا مدته 44 ثانية يضم صورًا لملك تايلاند بوميبون ادولياديج وعلى وجهه رسومات غير مهذبة، وكانت أكثر الصور إساءة للتايلانديين صورة للملك وعلى وجهه قدما امرأة، مما ترتب عليه قيام الحكومة بغلق الموقع إلى أن يتم رفع مثل هذه الصور.
ورغم أن الموقع قام برفع هذه الصور إلا أن وزير الاتصالات التايلاندي (سيتيشاي بوكايودوم) أكد في ذلك الوقت أن الحكومة ستواصل غلق موقع يوتيوب لاستمراره في بث صورتين تنطويان على إساءة للملك، واصفاً القائمين على الموقع الذي يديره محرك البحث جوجل بتحجر القلب وتبلد الحس الثقافي لرفضهم رفع الملف من الموقع.
فى الهند وفى يناير الماضي، قررت الحكومة هناك أيضاً منع الدخول إلى الموقع بسبب فيديو يسئ إلى الزعيم الهندي (مهاتما غاندي).
ويظهر في الفيديو المثير للجدل شخص يبدو في ملابس "زعيم حركة التحرر الهندية" غاندي، وهو يلجأ إلى العنف ويحمل بندقية آلية ويرقص طرباً على صوت الموسيقى.
كما أصدرت محكمة تركية قراراً بمنع رواد الإنترنت في تركيا من الدخول على ذات الموقع، بعد عرضه لفيديو كليب يصور الزعيم التركي التاريخي والأتراك على أنهم مثليو الجنس، في الوقت الذي تعتبر إهانة "أتاتورك" جريمة تؤدي بصاحبها إلى السجن.
غير أن قرار الحظر قوبل بإدانة من قبل منظمة "صحفيون بلا حدود"، التي قامت بلفت الانتباه إلى سجل تركيا حول حرية التعبير. وهو ما أدى إلى عاصفة من الاحتجاج من المتصفحين الأتراك إلى إدارة الموقع وألغيت من على صفحاته في نهاية المطاف، وأشارت وسائل الإعلام التركية إلى أن موقع "يوتيوب" قد تحول إلى ساحة معركة افتراضية بين زوار أتراك ويونانيين في الآونة الأخيرة حيث تبادل الجانبان نشر تسجيلات فيديو مسيئة للقومية الأخرى.
محيط – عبد المنعم فريد
حذف صورة أبو تريكة من قاعدة بيانات جوجل أظهر وبصورة واضحة حقيقة "تسييس التكنولوجيا" فلم تعد التكنولوجيا وخدمات الإنترنت بمنأى عن السياسة، إنما أصبح كلاهما هدف للآخر، فعندما يحذف موقع ياهو الأمريكي دولة إيران ومن قبلها فلسطين من قائمة الدول التي يتم اختيارها عند التسجيل لإنشاء بريد إلكتروني جديد فهو بالطبع قرار سياسي قبل أن يكون تقني.
قرار جوجل حذف صورة أبو تريكة جاء بسبب سياسي بحت بعد أن أثارت عبارة "تضامناً مع غزة" التي ظهرت على قميص اللاعب خلال مباراة منتخب بلاده ضد السودان في كأس الامم الافريقية غانا 2008, حفيظة جهات رسمية في اسرائيل, مما جعل السلطات في الدولة العبرية تطلب من شركة جوجل الشهيرة منع ظهور الصورة التي التقطت للاعب خلال المباراة.
ورضخ موقع البحث الشهير "Google" للضغوط الإسرائيلية الكبيرة التي تعرض لها لإجباره على حذف الصورة التي أظهر فيها ابوتريكة تعاطفه مع الشعب الفلسطيني في غزة عقب رفعه قميص منتخب بلاده ليظهر قميصا داخليا مكتوبا عليه "تعاطفا مع غزة" بعد تسجيله هدفا في مرمى السودان.
وتظهر حاليا صور لأبوتريكة خلال البحث عنه في الموقع بكل اللغات بدون الصورة التي ارتدى فيها "القميص" رغم أنها كانت متاحة من قبل ذلك للمستخدمين.
في الوقت الذي تشن فيه حاليا وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية حملة شرسة ضد أبوتريكة داعية الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إلى معاقبته بسبب تعاطفه مع الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، وبدعوى خرقه للوائح التي تمنع وتحظر على اللاعبين استغلال المنافسات الرياضية في الدعاية لأمور سياسية.
وحذف صورة أبوتريكة لم يكن الموقف الأول لخضوع جوجل للمطالب الإسرائيلية، فبعد أن طرحت الشركة برنامجها "جوجل إيرث" شنت الدولة العبرية هجمة شرسة على صفحات جرائدها ضد الشركة بزعم أن البرنامج يفضح أسرارها العسكرية على حد قولها وهو ما دفع جوجل إلى إخفاء الأماكن الحساسة من برنامجها، وهو ما كشفه الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل في أولى حلقات الجزء الثاني من برنامجه على قناة الجزيرة "مع هيكل"، والتي تحدث فيها عن "زمان الحرب... الأمن القومي"، أن إسرائيل حصلت على قرار من الكونجرس الأمريكي بحظر إتاحة صور الأقمار الصناعية لفلسطين، وإن ما يظهر من صور تكون مشوشة وغير واضحة بعكس باقي أنحاء العالم، واستدل على ذلك بصور عن بعد 3500 قدم للقاهرة بدرجة واضحة، و من البعد ذاته صور مشوشة للقدس المحتلة.
ولم تنكر جوجل أن يكون لإسرائيل وضعاً خاصاً وذلك بناء على اتفاق مع الكونجرس والحكومة الأمريكية، وأن الطلب نفسه تقدمت به عدة دول مثل فرنسا وإيران والصين، إلا أنها حاولت أن تتبرأ من الأمر وقالت إن أمر الخرائط يرجع كلية إلى الشركات التي تأخذ على عاتقها تصوير المواقع واختيار ما تعطيه لنا من خرائط لتظهر على جوجل إيرث، وللصور المعروضة على "Google Earth" مصدرها ما تنتجه شركات تجارية وعامة متخصصة في التصوير بالأقمار الصناعية. وأنها لا تتعمد تشويش أو تغيير معالم الصور المعروضة.
فالشركات والحكومات التي تقوم بتجميع وتوزيع هذه الصور هي المسؤول الأول عن معالجة الأمور التي يمكن أن تمس أمنها القومي عن طريق استبعاد الصور ذات الحساسية أو ذات صلة بالأمن القومي قبل أن يتم تداولها، وهذا أمر متاح لجميع دول العالم.
والصور التي تظهر منطقة إسرائيل تم أخذها من شركات تخضع لشروط تعديل كايل بنجامان لاعتماد الدفاع الصادر من الكونجرس الأمريكي عام 1996 الذي يحذر من تداول الصور الملتقطة لإسرائيل
مواقف جوجل السابقة توضح بما لا يدع مجالاً للشك أن غالبية الشركات الأمريكية العاملة في مجال التقنية والاتصالات يتم توظيفها بالكامل بشكل أو بآخر لخدمة الأمن القومي لأمريكا عامة وإسرائيل خاصة.
تسييس التكنولوجيا واقع لا مفر منه
لم يعد مصطلح تسييس التكنولوجيا غريباً أو جديداً وإنما اعتدنا عليه خاصة وأنه طالما مس منطقة الشرق الأوسط المليئة بالأحداث التي تدخل الولايات المتحدة وإسرائيل طرفاً رئيسياً فيها.
وبديهياً كان لزاماً على التكنولوجيا أن تميل لمصلحة طرف ضد الآخر مادام الأول يملك مقوماتها ويمسك بناصيتها، فغالبية الشركات الكبري العاملة فى المجال التقني هي أمريكية الموطن لذلك كانت بوصلتها لا تعرف إلا اتجاه واحد.
فلا عجب من أن تسير شركة ياهو هي الأخرى على نفس الدرب وتتبع نفس الإستراتيجية وتدخل ملعب السياسة من باب التكنولوجيا، لاسيما وأنها تمتلك أكبر خدمة للبريد الإلكتروني في العالم.
مؤخراً، قام موقع ياهو الأمريكي بحذف دولة "إيران" من ضمن قائمة البلدان التى يتم الاختيار من بينهم عند إنشاء بريد إلكتروني جديد، ويرجع ذلك بالطبع إلى الصراع القائم بين الولايات المتحدة من جهة وإيران من جهة أخرى حول البرنامج النووى.
الجانب الإيرانى يرى أن ذلك يعد دافعاً قوياً للابداع والاهتمام بظهور مواقع تتحدث بالفارسية والاستغناء عن المواقع الأخرى، وهو ما أكده عضو لجنة "ICDL" الإيرانية " باسعلي بادياني" فى تصريحاته لوكالة الأنباء الإيرانية حيث قال إن حذف اسم إيران من موقع ياهو والذي تم خلال الأسابيع الأخيرة يشكل أزمة وبإمكان الخبراء والمبدعين في البلاد الاستفاده من هذه الظروف.
وأضاف أنه في مثل هذه الظروف ومن خلال تجهيز المواقع باللغة الفارسية وتعزيز مواقع شبكة الإنترنت للبلاد يمكن إيجاد أرضية لتوجيه المخاطبين صوب المواقع باللغة الفارسية.
وتابع قائلاً "لا يوجد لحد الآن أي موقع باللغة الفارسية في إيران يقدم خدمات للمخاطبين في حين يمكن تحقيق هذا الأمر من خلال عزم المبدعين والخبراء في داخل البلاد، وفي الوقت الحاضر ومن أجل فتح صندوق بريد الكتروني علي موقع " ياهو " قد تم حذف اسم ايران من قائمه البلدان ودرج اسمي العراق والسعودية محلها".
الوضع لا يختلف فى بريد هوتميل الذي قام بحذف دولة فلسطين من القائمة هو الآخر وأدخل عليها "إسرائيل" كدليل صارخ على مدى العنصرية التي تتعامل بها شركات التكنولوجيا فى الغرب مع منطقة الشرق الأوسط.
يوتيوب دليل آخر على تسييس التكنولوجيا
إيران لها أيضًا موقف مع موقع يوتيوب وسببه سياسي أيضًا فقد حجبت السلطات الإيرانية هذا الموقع ومنعت دخول مستخدمي الإنترنت إليه بسبب ما يعرضه من أفلام فيديو لجماعات المعارضة الإيرانية وكذلك أفراد معارضين للنظام، حيث تظهر عند الدخول على الموقع عبارة تشير إلى إغلاق الموقع طبقًا لقوانين إيران وهي العبارة نفسها التي تظهر على العديد من مواقع المعارضة والمواقع الإباحية على شبكة الإنترنت.
وليس الأمر في إيران فقط ففى تايلاند تم إغلاق بوابة موقع يوتيوب في الرابع من شهر أبريل الماضي بعد أن رفض الموقع إزالة هذه المواد من بين صفحاته التي اعتبرتها الحكومة التايلاندية إساءة إلي الملك (بوميول ادوليادج).
فقد عرض شخص مجهول على الموقع تسجيلاً ساخرًا مدته 44 ثانية يضم صورًا لملك تايلاند بوميبون ادولياديج وعلى وجهه رسومات غير مهذبة، وكانت أكثر الصور إساءة للتايلانديين صورة للملك وعلى وجهه قدما امرأة، مما ترتب عليه قيام الحكومة بغلق الموقع إلى أن يتم رفع مثل هذه الصور.
ورغم أن الموقع قام برفع هذه الصور إلا أن وزير الاتصالات التايلاندي (سيتيشاي بوكايودوم) أكد في ذلك الوقت أن الحكومة ستواصل غلق موقع يوتيوب لاستمراره في بث صورتين تنطويان على إساءة للملك، واصفاً القائمين على الموقع الذي يديره محرك البحث جوجل بتحجر القلب وتبلد الحس الثقافي لرفضهم رفع الملف من الموقع.
فى الهند وفى يناير الماضي، قررت الحكومة هناك أيضاً منع الدخول إلى الموقع بسبب فيديو يسئ إلى الزعيم الهندي (مهاتما غاندي).
ويظهر في الفيديو المثير للجدل شخص يبدو في ملابس "زعيم حركة التحرر الهندية" غاندي، وهو يلجأ إلى العنف ويحمل بندقية آلية ويرقص طرباً على صوت الموسيقى.
كما أصدرت محكمة تركية قراراً بمنع رواد الإنترنت في تركيا من الدخول على ذات الموقع، بعد عرضه لفيديو كليب يصور الزعيم التركي التاريخي والأتراك على أنهم مثليو الجنس، في الوقت الذي تعتبر إهانة "أتاتورك" جريمة تؤدي بصاحبها إلى السجن.
غير أن قرار الحظر قوبل بإدانة من قبل منظمة "صحفيون بلا حدود"، التي قامت بلفت الانتباه إلى سجل تركيا حول حرية التعبير. وهو ما أدى إلى عاصفة من الاحتجاج من المتصفحين الأتراك إلى إدارة الموقع وألغيت من على صفحاته في نهاية المطاف، وأشارت وسائل الإعلام التركية إلى أن موقع "يوتيوب" قد تحول إلى ساحة معركة افتراضية بين زوار أتراك ويونانيين في الآونة الأخيرة حيث تبادل الجانبان نشر تسجيلات فيديو مسيئة للقومية الأخرى.