عندما تسربت الانباء الى العالم بما اعتزمته اسرائيل غضبت مصر جدا وخرج وزير الخارجية بتصريحات عنيفة ... اعقبها خطاب قوى من الرئيس مبارك .... ومال الموقف المصرى للحدة
بعدها خرج اولمرت على العالم فى بروبجاندا عالمية ليعلن للعالم ان اسرائيل ستوقف عدوانها على غزة من جانب واحد
بعض المحللين فالوا بأن غضب مصر نابع من قيام ليفنى ورايس بالتوقيع على اتفاقية منع تهريب الاسلحة بمعزل عن مصر وفى هذا انتقاص من سيادتها
واخرين قالوا ان غضب مصر نابع من تجاهل مبادرتها لوقف اطلاق النار وفى هذا احراج لمصر
ولكن اعتقد انا هناك ما هو اهم من هذا كله
ولنعود لبحث الامر من بدايته حتى نتفهم الموقف
عندما اقدمت اسرائيل على عدوانها .... كانت الخطة الاساسية ازالة حماس من على الخريطة السياسية لقطاع غزة ..... اى الهدف من الهجوم هو القضاء على حماس
والبقاء فى غزة فترة زمنية ..... ثم توقيع اتفاق مع سلطة رام الله للانسحاب وباقى الترتيبات اللازمة
وكل هذا كان يعتمد على العقلية العسكرية الاسرائيلية التى تعتمد على الحروب السريعة والخاطفة التى لا تتجاوز ايام قليلة ( بأستثناء حرب لبنان الاخيرة )
والدليل هو قيام اسرائيل بهذا العدوان بشكل مفاجىء ومباغت
خلاصة القول اسرائيل كانت خطتها الاساسية تعتمد على انهاء المعركة خلال اسبوعها الثانى على الاكثر بالقضاء على حماس نهائيا
لكن الصمود الاسطورى للمقاومة وطول مدة المعركة وعدم تحقق الاهداف المعلنة ادخل اسرائيل فى دائرة اخرى من الحسابات وابعدتها كثيرا عن الاهداف التى كانت اعلنتها قبل قيامها بالعدوان
مما اربك القيادة فيها ............ وطبعا اربك كل حسابات العرب معها
حيث ان طول الفترة مثل اعباء كبيرة على اسرائيل اولها العبء الاقتصادى من توقف لمصانع جنوب اسرائيل وحتى عسقلان تماما وتعطيل الدراسة بها
كذلك تكاليف الحرب وتصاعدها وكمية الذخيرة التى القيت على غزة و كذا عشرات الالاف من الجنود الاحتياط اللذين تم استدعائهم وما ترتب عليه من تركهم اعمالهم المدنية من تكاليف اقتصادية .... واقتصاد اسرائيل سريع التأثر خاصة فى ظل الازمة العالمية الحالية
وكذلك الاعباء السياسية والضغوط الدولية على اسرائيل ... وكذلك ضغط الرأى العام فى اسرائيل وبداية تململه اذا انه لم يتعود على الحروب طويلة الاجل وحرب لبنان الاخيرة تجعله يتوجس خيفة من مثل هذه الحروب وكذلك ضغط الرأى العام العالمى عليها من مظاهرات بكافة انحاء العالم
وايضا الصورة المشينة التى بدأت ترسخ فى الاذهان عنها فى العالم كله
علاوة على انه تبقى ايام معدودة على تولى الرئيس الامريكى الجديد مقاليد الامور
و من غير المنطقى استقبال اول ايام حكمه بمجزرة او بمشكلة قائمة ..... مما يسبب له احراجا
او على الاقل يقوم بمحاولة لتنفيذ ابقاف العدوان والظهور بمظهر القادر وقد يضغط عليها لتنفيذ بعضا مما لا ترضاه
و كذلك الاحراج الشديد الذى سببته للانظمة العربية المتعاونة معها امام شعوبها وامام العالم اجمع .... واظهارها اما بالمتواطئة او العاجزة
لكل هذا وغيره من قائمة طويلة من الاسباب كان لابد لاسرائيل من ايقاف اطلاق النار
ولكـــــــــــــــــــــــــــــــــــن
على اى اساس سوف يتم ايقاف العدوان
كانت هناك المبادرة المصرية مطروحة على الطاولة ..... وهى تمثل معظم طلبات اسرائيل وادارتها ... فلماذا رفضت اسرائيل التوقيع على هذه المبادرة واكتفت بأعلان وقف العدوان من جانب واحد
السبب ببساطة متناهية ..............
مع من ستوقع اسرائيل وقف اطلاق النار
ان اى وقف لاطلاق النار لابد له من طرفين للتوقيع
فهل ستوقع مع عباس وسلطته ...........
عباس ليس له على الارض اى قوة فعلية لتنفيذ وقف اطلاف النار من جانبه ولا يمتلك اى اوراق فى غزة تمكنه من ذلك
والسلطة الفعلية على الارض فى يد حماس وباقى فصائل المقاومة
ولهاثه الان للوحدة الوطنية ونداءاته للفصائل هو من قبيل البحث له عن دور فى الازمة
اى ان توقيع عباس على وقف اطلاق النار لا معنى له ..........
هل توقع الاتفاق مع مصر ............
مصر ليست طرفا فى المعركة حتى يتم التوقيع معها وكذلك لاتملك اى تنفيذ فعلى من جانبها لوقف اطلاق النار فى غزة
هل توقع الاتفاق مع حماس بصفتها ممثل المقاومة فى غزة وتملك اوراق اللعبة فى غزة
نعم حماس تملك تنفيذ الاتفاق فى غزة على الارض ..... لكن التوقيع معها سيكون بمثابة اعتراف بشرعيتها .... وهذا سيضع اسرائيل فى مأزق كبير امام شعبها وامام العالم كله الذى يصنف حماس على انها منظمة ارهابية بناء على طلب من اسرائيل نفسها
..................
مما سبق يتبين ان اسرائيل لم تتوقع ان تصل الامور لهذا الحد وتقع فى هذا المأزق وكان لابد للبحث عن مخرج
فكان اسلم الطرق بالنسبة لها هو اعلان وقف العدوان من جانب واحد حتى لو ادى ذلك لبعض المشاكل مع مصر والاخرين
اى اعتبار ان العدوان كان عمليه ( بوليسية ) لم تنجح ( وان كانت تدعى انها نجحت )
وكان على اسرائيل ان تواجه مواطنيها بهذه الحقيقة وان تبرهن لهم انها حصلت على شىء ما او نصر ما .... فلجأت الى الادارة الامريكية
تنتزع منها اى ورقة او اتفاقية تقول فيها انها حققت شيئا من هذه العملية
وعمليا ما وقعته مع امريكا لاقيمة له بتاتا
ولا يستدعى الغضب المصرى وكذلك تجاهل المبادرة ايضا لان الهدف من المبادرة هو انهاء القتال وهذا سيتم على اى حال .... فقط
كان الغضب المصرى منصبا على الرسالة الضمنية التى وصلتها من اسرائيل بهذا الاعلان ... من انه لا شرعية ولا سلطة لعباس بغزة ... حتى يتم التوقيع معه...... والدعم المصرى لعباس وسلطته وتسويقه عربيا وعالميا معروف
من وجهة نظر اسرائيل انه يمكن فما بعد التوقيع معه على امور اخرى كالمساعدات الانسانية وفتح المعابر
وايا من هذا القبيل لكن التوقيع على اتفاق لوقف النار .... لا يملك تنفيذه كلا وكيف !!!!!
وفى النهاية كان هذا فعلا المخرج الوحيد لاسرائيل من هذه الازمة
و لنتمعن تصريح اولمرت ... حماس ليس لها دور فى وقف اطلاق النار هذا
دمتم بخير
رأيكم يهمنا فلا تبخلوا علينا
بعدها خرج اولمرت على العالم فى بروبجاندا عالمية ليعلن للعالم ان اسرائيل ستوقف عدوانها على غزة من جانب واحد
بعض المحللين فالوا بأن غضب مصر نابع من قيام ليفنى ورايس بالتوقيع على اتفاقية منع تهريب الاسلحة بمعزل عن مصر وفى هذا انتقاص من سيادتها
واخرين قالوا ان غضب مصر نابع من تجاهل مبادرتها لوقف اطلاق النار وفى هذا احراج لمصر
ولكن اعتقد انا هناك ما هو اهم من هذا كله
ولنعود لبحث الامر من بدايته حتى نتفهم الموقف
عندما اقدمت اسرائيل على عدوانها .... كانت الخطة الاساسية ازالة حماس من على الخريطة السياسية لقطاع غزة ..... اى الهدف من الهجوم هو القضاء على حماس
والبقاء فى غزة فترة زمنية ..... ثم توقيع اتفاق مع سلطة رام الله للانسحاب وباقى الترتيبات اللازمة
وكل هذا كان يعتمد على العقلية العسكرية الاسرائيلية التى تعتمد على الحروب السريعة والخاطفة التى لا تتجاوز ايام قليلة ( بأستثناء حرب لبنان الاخيرة )
والدليل هو قيام اسرائيل بهذا العدوان بشكل مفاجىء ومباغت
خلاصة القول اسرائيل كانت خطتها الاساسية تعتمد على انهاء المعركة خلال اسبوعها الثانى على الاكثر بالقضاء على حماس نهائيا
لكن الصمود الاسطورى للمقاومة وطول مدة المعركة وعدم تحقق الاهداف المعلنة ادخل اسرائيل فى دائرة اخرى من الحسابات وابعدتها كثيرا عن الاهداف التى كانت اعلنتها قبل قيامها بالعدوان
مما اربك القيادة فيها ............ وطبعا اربك كل حسابات العرب معها
حيث ان طول الفترة مثل اعباء كبيرة على اسرائيل اولها العبء الاقتصادى من توقف لمصانع جنوب اسرائيل وحتى عسقلان تماما وتعطيل الدراسة بها
كذلك تكاليف الحرب وتصاعدها وكمية الذخيرة التى القيت على غزة و كذا عشرات الالاف من الجنود الاحتياط اللذين تم استدعائهم وما ترتب عليه من تركهم اعمالهم المدنية من تكاليف اقتصادية .... واقتصاد اسرائيل سريع التأثر خاصة فى ظل الازمة العالمية الحالية
وكذلك الاعباء السياسية والضغوط الدولية على اسرائيل ... وكذلك ضغط الرأى العام فى اسرائيل وبداية تململه اذا انه لم يتعود على الحروب طويلة الاجل وحرب لبنان الاخيرة تجعله يتوجس خيفة من مثل هذه الحروب وكذلك ضغط الرأى العام العالمى عليها من مظاهرات بكافة انحاء العالم
وايضا الصورة المشينة التى بدأت ترسخ فى الاذهان عنها فى العالم كله
علاوة على انه تبقى ايام معدودة على تولى الرئيس الامريكى الجديد مقاليد الامور
و من غير المنطقى استقبال اول ايام حكمه بمجزرة او بمشكلة قائمة ..... مما يسبب له احراجا
او على الاقل يقوم بمحاولة لتنفيذ ابقاف العدوان والظهور بمظهر القادر وقد يضغط عليها لتنفيذ بعضا مما لا ترضاه
و كذلك الاحراج الشديد الذى سببته للانظمة العربية المتعاونة معها امام شعوبها وامام العالم اجمع .... واظهارها اما بالمتواطئة او العاجزة
لكل هذا وغيره من قائمة طويلة من الاسباب كان لابد لاسرائيل من ايقاف اطلاق النار
ولكـــــــــــــــــــــــــــــــــــن
على اى اساس سوف يتم ايقاف العدوان
كانت هناك المبادرة المصرية مطروحة على الطاولة ..... وهى تمثل معظم طلبات اسرائيل وادارتها ... فلماذا رفضت اسرائيل التوقيع على هذه المبادرة واكتفت بأعلان وقف العدوان من جانب واحد
السبب ببساطة متناهية ..............
مع من ستوقع اسرائيل وقف اطلاق النار
ان اى وقف لاطلاق النار لابد له من طرفين للتوقيع
فهل ستوقع مع عباس وسلطته ...........
عباس ليس له على الارض اى قوة فعلية لتنفيذ وقف اطلاف النار من جانبه ولا يمتلك اى اوراق فى غزة تمكنه من ذلك
والسلطة الفعلية على الارض فى يد حماس وباقى فصائل المقاومة
ولهاثه الان للوحدة الوطنية ونداءاته للفصائل هو من قبيل البحث له عن دور فى الازمة
اى ان توقيع عباس على وقف اطلاق النار لا معنى له ..........
هل توقع الاتفاق مع مصر ............
مصر ليست طرفا فى المعركة حتى يتم التوقيع معها وكذلك لاتملك اى تنفيذ فعلى من جانبها لوقف اطلاق النار فى غزة
هل توقع الاتفاق مع حماس بصفتها ممثل المقاومة فى غزة وتملك اوراق اللعبة فى غزة
نعم حماس تملك تنفيذ الاتفاق فى غزة على الارض ..... لكن التوقيع معها سيكون بمثابة اعتراف بشرعيتها .... وهذا سيضع اسرائيل فى مأزق كبير امام شعبها وامام العالم كله الذى يصنف حماس على انها منظمة ارهابية بناء على طلب من اسرائيل نفسها
..................
مما سبق يتبين ان اسرائيل لم تتوقع ان تصل الامور لهذا الحد وتقع فى هذا المأزق وكان لابد للبحث عن مخرج
فكان اسلم الطرق بالنسبة لها هو اعلان وقف العدوان من جانب واحد حتى لو ادى ذلك لبعض المشاكل مع مصر والاخرين
اى اعتبار ان العدوان كان عمليه ( بوليسية ) لم تنجح ( وان كانت تدعى انها نجحت )
وكان على اسرائيل ان تواجه مواطنيها بهذه الحقيقة وان تبرهن لهم انها حصلت على شىء ما او نصر ما .... فلجأت الى الادارة الامريكية
تنتزع منها اى ورقة او اتفاقية تقول فيها انها حققت شيئا من هذه العملية
وعمليا ما وقعته مع امريكا لاقيمة له بتاتا
ولا يستدعى الغضب المصرى وكذلك تجاهل المبادرة ايضا لان الهدف من المبادرة هو انهاء القتال وهذا سيتم على اى حال .... فقط
كان الغضب المصرى منصبا على الرسالة الضمنية التى وصلتها من اسرائيل بهذا الاعلان ... من انه لا شرعية ولا سلطة لعباس بغزة ... حتى يتم التوقيع معه...... والدعم المصرى لعباس وسلطته وتسويقه عربيا وعالميا معروف
من وجهة نظر اسرائيل انه يمكن فما بعد التوقيع معه على امور اخرى كالمساعدات الانسانية وفتح المعابر
وايا من هذا القبيل لكن التوقيع على اتفاق لوقف النار .... لا يملك تنفيذه كلا وكيف !!!!!
وفى النهاية كان هذا فعلا المخرج الوحيد لاسرائيل من هذه الازمة
و لنتمعن تصريح اولمرت ... حماس ليس لها دور فى وقف اطلاق النار هذا
دمتم بخير
رأيكم يهمنا فلا تبخلوا علينا